الدكتور عبد الحميد الوزير فى زيارة خاصة لمدفع ( رمضان ) الأثرى بقلعة صلاح الدين الأييوبى
هذا المدفع صاحب الذكريات الجميلة .. أيام الزمن الجميل.
مدفع رمضان والذى كان يسمى مدفع الحاجة ( فاطمة ).
* و حكاية الحاجة فاطمة : أن الحكايات إختلفت حول بداية استخدام مدفع رمضان فقيل إنه يرجع للعصر المملوكي وقيل إنه يرجع لوالي مصر محمد علي باشا لكن المؤكد أن مدفع الإفطار قد جاء بمحض الصدفة في أول يوم رمضان.
الحكاية الأولي : أن مدفع الحاجة فاطمة .. في عام 859هـجرية 1455ميلادية كان حاكم مصر في هذه الفترة الحاكم المملوكي "خوشقدم" و جاله مدفع هدية من صاحب مصنع ألماني فقال يجربه وأمر الجنود بتجربته وبالصدفة كان نفس وقت ضرب المدفع هو وقت غروب الشمس وهنا ابتدت الحكاية............
وافتكر سكان القاهرة أن ذلك إيذان لهم بالإفطار، وفي اليوم اللتالى راح شيوخ الحارات والطوائف والعلماء والأعيان لمقابلة الحاكم لطلب استمرار عمل المدفع لكنهم لم يجدوه وقابلوا زوجته الحاجة فاطمة وطالبوا بإعادة استخدام المدفع في وقت الإفطار ووقت السحور وبالفعل نقلت طلبهم للحاكم فوافق عليه، فأطلق الأهالي اسم الحاجة فاطمة على المدفع واستمر هذا حتى الآن.
أما عن الحكاية التانية
* إن والي مصر محمد علي الكبير كان قد اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة فانطلق صوت المدفع مدويًا في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب من فوق القلعة فتصور الصائمون أن هذا تقليدًا جديدًا، واعتادوا عليه وطلبوا من الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور فوافق وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميًا إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عام.
* و هنا أن المدفع إستمر يعمل بالذخيرة الحية حتى عام 1859 ميلادية ولكن امتداد العمران حول مكان المدفع بالقلعه جعل الأهالي تقدم شكاوى من تأثير الذخيرة الحية على مباني القلعة الشهيرة، ولذلك تم نقل المدفع من القلعة إلى نقطة الإطفاء في منطقة الدراسة القريبة من الأزهر الشريف، ثم نُقل مرة ثالثة إلى منطقة البعوث قرب جامعة الأزهر.
* أضف إلى ذلك عنوان : 6 مدافع و 5 مناسبات
فقد كان في القاهرة حتى وقت قريب 6 مدافع موزعة على أربعة مواقع، اثنان في القلعة، واثنان في العباسية، وواحد في مصر الجديدة، وآخر في حلوان، تطلق كلها مرة واحدة من أماكن مختلفة بالقاهرة، حتى يسمعها كل سكانها وكانت هذه المدافع تخرج في صباح أول يوم من رمضان في سيارات المطافئ لتأخذ أماكنها المعروفة، ولم تكن هذه المدافع تخرج من مكانها إلا في خمس مناسبات وهى رمضان والمولد النبوي وعيد الأضحى ورأس السنة الهجرية وعيد الثورة، وكان خروجها في هذه المناسبات يتم في احتفال كبير حيث تحمل على سيارات تشدها الخيول، وكان يراعى دائما أن يكون هناك مدفعان في كل من القلعة والعباسية خوفا من تعطل أحدهما.
*******
نقل وإعداد لحق المعرفة أن المصريين دوماً يحتفلون بهذا الشهر الكريم .. أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات وكل عام والجميع بكل الصحة والخير.
مع تحيات د / فاروق شرف
مدير عام ترميم الاثار الاسلامية والقبطية بوزارة الاثار